19/10/2024
تركت الجامعات السودانية في مصر مهمة تعليم الطلاب السودانيين اللاجئين هناك، لتدرسهم عِوضاً عن ذلك مادة جامعية جديدة اسمها (الجشع)، وأضافت لها منهجاً جديداً اسمه (تجارة الأزمات)
كشفت جامعاتنا في القاهرة عن وجه قبيح لسماسرة التعليم و بائعي الضمائر في سوق المواسير وأصدقاء الاستغلال والأنانية و بناء إمبراطوريات المال والحظوة والجاه على جماجم الطلاب المهجرين قسرياً من بيوتهم و وطنهم، الذين أصبحوا بين قطبي رحى؛ مرتزقة الدعم السريع خلفَهم و مليشيا الجامعات أمامهم
وما الفرق حقاً بين من يهددك بالسلاح ويضع فوهة البندقية على رأسك ليُخرجك من منزلك ذليلاً كسيرا ً وبين من يضع على رأسك فاتورة ما بين ألفين وخمسمائة دولار رسوم إكمال مقرر، إلى خمسة آلاف دولار رسوم سنة جامعية؟
ما الفرق بين عصابات السلاح و قراصنة الكتب؟ بين من يسلبك الأمن و بين من يبيعك العلم؟ بين إزهاق الأرواح وبين وأد الأمنيات؟
و هل هؤلاء فعلاً قادة لمنابر تربية وتعليم وتثقيف وتأهيل؟ هل مدراء تلك الجامعات يستحقون تلك المناصب يا وزير التعليم العالي أم أنهم تجار في سوقَ مواشٍ لا فرق لديهم في أسعار الخراف إن كان أملحَ أو أقرنَ؟ فجميعها لحوم في سوق الأُضحية
نعم سوق للخراف؛ ثلاثة شهور طب بمبلغ 2.300 دولار، و طب أسنان بمبلغ 2.800 دولار و هندسة بمبلغ 1.800دولار ، ولا عزاء للبسطاء ولا تعليم للطبقة المتوسطة التي صارت بعد الحرب طبقة فقيرة لا يحق لها أن تحلم بترف التعليم
إن ما قامت وتقوم به فروع جامعاتنا السودانية في مصر لا علاقة له بمفاهيم التعليم و تربية النشء على الاستقامة و الزهد و مكارم الأخلاق والتعاضد والتراحم والتكافل، لقد دنسوا أقدس المؤسسات المناط بها تقديم أجيال صالحة قادرة على البذل والعطاء و بناء الأوطان
وقدموا أسوأ مثال و أبشع نموذج في تلقينهم فنون التحايل على القانون وممارسة الربح والتكسب من معاناة الآخرين، وبيع القراطيس والأقلام والألواح والطبشورة لمن يدفع أكثر؟
لهفي عليكم طلاب وطني؛ كُتب عليكم التشرد والمعاناة والألم والخذلان والاستلقاء دوماً على مرجيحة من السراب.
تذكروا يا مدراء الجامعات لحظة وقوفكم في المنصة لتسليم أولئك الطلاب شهادات التخرج…. انظروا ملياً في عيونهم وأخبروهم أنكم بعتم لهم بعض الأوراق وكل المحابر.