عانق المواطنين واستمع لأحاديثهم بسعة صدر، وقدم التعازي في الشهداء..
ارتفعت روحة المعنوية والجماهير تهتف له ” شعبٌ واحد، جيشٌ واحد”..
العميد نبيل: إحساس الرئيس والقائد العام ظل عالياً جداً بقواته ومواطنه..
الركابي: البرهان نموذج فريد من نوعه في القيادة العسكرية..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
كعادته فاجأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مواطني الحارة 17 الثورة بالنص وهو يخرج واقفاً على باب سيارته اللاندكروزر ملوحاً بيده للمواطنين الذين بادلوه التحية بتحية وزادوا عليها كيل بعير بوابل من التكبير والتهليل الذي لم يخلو من انبهار ودهشة، وهم يرون غير مصدقين أن الرجل الأول في الدولة، يستقطع من وقته المزحوم بهموم الحرب وتداعياتها، ليزورهم ويتفقد أوضاعهم ويقف على أحوالهم بعد أن تعرضوا بالأمس لمجزرة دموية بشعة نفذتها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية وهي تحصد أرواح أكثر من ستين مواطناً بريئاً وأعزلاً، وتُسقط المئات من المصابين والجرحى، حالات بعضهم حرجة.
لفتة بارعـة:
قطعاً كانت لفتة بارعة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وهو يترجَّل من على متن سيارته ويعانق المواطنين مواسياً ومعزياً في الأرواح التي فُقدت، والأجساد التي سقطت، جراء المجزرة البشعة التي نفذتها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، واكتسى الحزن ملامح الفريق البرهان وهو يقف على حطام الحافلة التي استهدفتها دانات ميليشيا آل دقلو وجعلت ركابها الاثنين والعشرين جثثاً متفحمة، وقد حاولت جموع الجماهير التي تدافعت تلقائياً إلى موقع وصول البرهان، أن تخفف من وطأة المصاب على رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة وهي تهتف بحرارة: ” جيشٌ واحد،، شعبٌ واحد” فبادلها البرهان الهتاف، واستمع إلى أحاديث بعض المواطنين الذين رفعوا من روحه المعنوية بتأكيدهم وقوف الشعب واصطفافه خلف قواته المسلحة، مطالبين الجيش بضرورة المضي في درب الانتصارات وتسريع الخطى لحسم ميليشيا الدعم السريع وتنظيف البلاد من دنسها وتسليمها خاليةً تماماً من الجنجويد وأعوانها من الخائنين والعملاء والمارقين.
مواقف مستمرة:
التحام رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالمواطنين وتفاعله مع نبض الجماهير، ليس بجديد، فقد فعلها البرهان في أكثر من مناسبة، وسجلت له كاميرا الأحداث أكثر من موقف، ومن ذلك احتساؤه كوباً من شاي اللبن المقنن مع الزلابية ذات صباحٍ مشرق في إحدى المواقع بمدينة أم درمان، وتناوله إفطاراً رمضانياً مع مجموعة من مواطني قرية البادوبة شمال أم درمان، ومع مواطني منطقة ساردية في مدينة شندي بولاية نهر النيل، ولعل من المشاهد الخالدة في الذاكرة ذلك المشهد الذي جرت أحداثه بمدينة المتلقى بالولاية الشمالية عندما نزل البرهان من على صهوة سيارته ليجالس شباباً من أبناء المنطقة يشاركهم الهم الوطني ويقاسمهم فنجاناً من القهوة ارتشفه وهو يجلس على ( مزيرة) ويتبادل معهم حديثاً من الصراحة والوضوح، ويتقبل منهم نقداً لما يرونه مكامن خلل تستحق المراجعة، شكرهم البرهان عليه بصدره الرحب ومزاجه الذي ازداد روقاناً وتماسكاً واتزاناً بحديث الشباب وفنجان قهوتهم، فكان خير زاد وإعانة في مشوار رحلته الميمونة.
ليس في الأمر عجب:
ولا يرى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله عجباً في مواقف رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالتحامه المستمر مع الجماهير وتفاعله الدائم معهم، ويقول العميد نبيل في إفادته للكرامة إن إحساس رئيس مجلس السيادة والقائد العام ظل عالياً جداً بالناس، وظل قريباً جداً من قواته، مبيناً أن البرهان لم ينفصل عن الناس وهو يدرك ويقدر ما يعانونه، وبالتالي ليس من المستغرب وجوده وسط مواطنيه مواسياً لهم ومتفقداً مصابهم، وزاد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ” هذا هو الوضع الطبيعي بالنسبة لنا وليس الاستثناء”.
نموذج فريد:
البرهان نموذج فريد من نوعه في القيادة العسكرية، هكذا ابتدر الكاتب الصحفي والباحث الركابي حسن يعقوب إفادته للكرامة مبيناً أن البرهان جمع كل الصفات التي تؤهل من يتصف بها ليكون قائداََ عسكرياً فذاََ، وهذه الصفات لا تقاس نظرياََ بل تؤكدها وتثبتها وقائع الحرب والمعارك الحية على الأرض، منوهاً إلى عدة صفات ميزت البرهان كالشجاعة، والصبر، والتقدير الدقيق للموقف والثقة في النفس، وغيرها من الصفات التي جعلت من البرهان قائداً فزاً، وقال الركابي إن أكثر ما تميز به البرهان في معركة الكرامة الوطنية، هو إجادته المدهشة لمهارة رفع الروح المعنوية ليس لقواته ووحداته العسكرية فحسب، ولكن تعدى ذلك إلى رفع الروح المعنوية للمواطنين وذلك بوجوده وظهوره بلامة الحرب يتأبط بندقية القنص في الميدان، وسط قواته ووسط المواطنين، وهو أمر عبَّأ هذه القوات بالحماس والشعور بالقوة، فلا شيء يرفع معنويات الجنود أكثر من وجود القائد بجانبهم في ميدان القتال.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد قدّم رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، نموذجاً مشرقاً للقائد الميداني الذي يلتحم مع جنوده في محاور وجبهات القتال، ونموذجاً مشرقاً للرئيس الذي يتفاعل مع مواطنيه في الشارع العام يحتضنهم ويعانقهم دون أن يخشى غدراً أو خيانةً يمكن أن تفجرها ظروف الحرب، فالقائد الشجاع يحمل روحه على راحتيه ويلقي بها في مهاوي الردى، فاستحق البرهان أن يكون مثالاً لرئيس يدهش عين الدهشة وينال قصب الإعجاب بمواقفه الشجاعة التي نتحدى أن يأتي بها رئيس أي دولة من دول العالم الأول الناهض والمتطور والمستقر، ناهيك عن بلد يرزح تحت وطأة حرب تديرها محاور إقليمية ودولية، أراها تقلِّبُ كفيها على أنفقت فيها وهي خاسرةٌ ومردودةٌ عليها، ولسان حالها الغضبان الأسِف يقول: ” لقد انقلب على الساحر”.