د.الباقر عبد القيومد.الباقر عبد القيوم


د. الباقر عبد القيوم علي

عندما تعانق دموع الفرح روعة الإنجاز ، و هذا التجانس يأتي نتاج أحاسيس عميقة يصعب وصفها في كلمات تدمج بين مشاعر الفرح بالعمل المنجز الذي خالطه حزن عميق على كل مفقودات الشعب السوداني من جراء ويلات حرب كانت و ما زالت ضد وجودية الدولة إستهدفت إنسان بلادنا و مكانه ، و على الرغم من ذلك يأتى النجاح الذي يقهر كل التحديات و يؤسس لحياة مستقرة ، و يمسح بعض من آلامنا العضال و يجبر بخواطرنا المكسورة ، و يطبطب على اكتافنا و يكفكف دموعنا المنسكبة ألماً و حزناً ، و عند هذه اللحظات الخاصة يختلط شعور الفخر بعظيم الإنجاز الذي يمكن ان يمسح مرارة التحديات التي تم تخطيها بمهنية للوصول إلى ما أنجزته المسؤولية المجتمعية بشركة الموارد المعدنية بالولاية الشمالية ، ولذلك كانت دموع الفرح مصحوبة بزغاريد الحرائر و تكبيرات الأشاوس ، و هذه المشاعر المتناقضة ترافق الفخر بالتحقق كما كان الحال في عكاشة ، و أخواتها من قرى الولاية الشمالية ، و لقد كان خلف ذلك رجال قبلوا التحدي و تحملوا التعب و بذلوا الجهد ، فكانت ثمرة ذلك جودة العمل المتقن الذي قاد الى دقة تفاصيل ما تم إنجازه بصورة ممتازة ، حتى كادت أن تكون الملاحظات السلبية صفرية في مسيرة إنجازات كانت مليئة بالصعاب .

المسؤولية المجتمعية لشركة الموارد المعدنية أسهمت و ما زالت تسهم في زراعة الفرحة بتقديم الخدمات الضرورية بالولاية عبر مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تحسين حياة المجتمع المحلي وتعزيز رفاهيته ، و نظراً للطبيعة الاستراتيجية لقطاع التعدين، و خاصة الذهب ، فإن الشركات العاملة في هذا المجال يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تطوير المجتمعات التي تعمل فيها بتقديم الخدمات الأساسية التي تعزز نوعية حياة المواطنين وتساهم في تحسين ظروف معيشتهم .

فدائما نجد أن الأماكن و المؤسسات لا تقتصر على كونها مساحات ، و قطع جغرافية أو معمارية فقط في الخارطة المكانية و الزمانية ، بل هي كائنات حية تحمل روحاً ، و تشبعها ذكريات ما تم إنجازها من أعمال و تجارب من أداروها ، فكلما مر الوقت ، زادت هذه الروح غنى وعمقاً ، و لهذا نجد كل زاوية في هذه الأمكنة تذكر الناس بمن عمرها ، و وضع فيها بصمتة المتميزة ، فروح المكان ليست مجرد شواهد مادية فقط ، بل نجد أنها هوية يتجسد فيها تاريخ الأفراد الذين أخلصوا فيها وتركوا بصماتهم عليها ، و لا شك أن فرع شركة الموارد المعدنية بالولاية الشمالية ، قد حباه الله بشاب خلوق و صادق ، يتمتع بصفات رائعة ، و تعكس شخصية هذا الرجل النبيلة ، و حنكته الإدارية ، فالنجاح الذي حققه الأستاذ عبد الرحمن محجوب النضيف ليس فقط نتيجة لجهوده الشخصية في ادائه المتميز في عمله ، بل أيضاً نتيجة لالتزامه بالقيم والمبادئ السامية في كل تفاصيله ،و لهذا كان يجر خلفه الإنجاز تلو الإنجاز و نحن شهود على ذلك .

بكرنفالات إفتتاح مشروعات المسؤولية المجتمعية للشركة السودانية للموارد المعدنية بالولاية الشمالية ، و التي كان عددها 22 مشروعاً خدمياً توزعت في محليات الدبة و دنقلا و دلقو و حلفا ، و بذلك تكون الشركة قد وقعت إسمها في دفتر الإنجاز و الحضور ، و كانت عند العهد و صدق الوعد ، حيث أن هذا العمل الجبار جاء وفقاََ لخطة طموحة أدارها الأستاذ النضيف بإحترافية متناهية ، و قامت بتنفيذها الشركة بدقة تصف روعة المنفذ على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد ، إلا أن الشركة تحدت و تخطت كل الصعاب بفضل قيادتها الرشيدة و إدارتها الحكيمة ، و العاملين الأوفياء بها الذين سطروا اسماءهم في أضابير التأريخ بأحرف من ذهب ، فكانوا نعم الرجل الصالح في المكان الصالح ، فكانوا يداً تعمر و أخرى تحمل البندقية ذودا عن حياض الأرض و العرض .

المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر كان شامخاً بشموخ ما أنجزته المسؤولية المجتمعية ، و فخوراً بذلك الإنجاز ، و قد طمأن مجتمع الشمال بأن الشركة لن تتوانى في إستعدادها لتقديم كل ما يفيد مواطن الشمالية في جميع المرافق الخدمية في مجال التعليم و الصحة و البنى التحتية من مياه و كهرباء .

الشكر الجميل و الجزيل لقيادة الشركة السودانية للموارد المعدنية و العاملين فيها على جهودهم القيمة في مجال المسؤولية المجتمعية ، حيث قدمت العديد من الإنجازات التي ساهمت في تحسين حياة المجتمع المحلي ، من خلال مبادراتها المتنوعة ، مثل دعم التعليم ، و الرعاية الصحية ، و تنمية البنية التحتية ، حيث أثبتت الشركة التزامها بمسؤوليتها تجاه المجتمعات المحلية ، و تأكيد دورها الإيجابي في تعزيز رفاهية المواطنين .

نأمل أن تواصل الشركة هذا المسار الناجح ، وأن توسع نطاق مشاريعها بما يخدم المجتمع بشكل أوسع، ويعزز من تأثيرها الإيجابي في مختلف المجالات ، من خلال العمل على تعزيز استدامة الموارد وحماية البيئة وتحقيق التنمية المتوازنة بإذن الله تعالى .

و الله من واء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *