د. الباقر عبد القيوم علي
تحية خاصة و خالصة للهلال الأحمر المصري على جهوده الإنسانية الجليلة ، في وقت تتصاعد فيه الأزمات ، فيبرز الهلال الأحمر كنموذج إنساني للتفاني والتضحية ، حيث يقدم خدماته بصمت و تجرد ، و بعيدا عن الأضواء و آله الإعلام .
يعمل الهلال الأحمر على تيسير حياة العابرين من السودان إلى مصر ، حيث يقدم لهم الدعم الإنساني والرعاية ، سواء من خلال تقديم المساعدات الغذائية أو الرعاية الصحية ، هؤلاء الشباب المتطوعين يمثلون قمة قيم التضامن الإنساني ، ويتجاوزون بعطائهم كل الصعوبات ليكونوا عوناً للمحتاجين في أوقات الحاجة .
تستحق هذه الجهود أن تُحتفى بها ، إذ تعكس روح التعاون و التعاطف التي نحتاجها جميعاً ، نأمل أن تستمر هذه المبادرات الإنسانية ، وأن تُلهم المزيد من الناس للانخراط في العمل التطوعي ودعم من هم في حاجة لذلك .
الشباب الذين يمثلون الهلال الأحمر المصري هم فعلاً مثال للإصرار والعزيمة ، رغم صغر سنهم ، لكنهم كبار ، و يتحلون بقوة كالجبال الراسيات في أدائهم وتفانيهم ، و يتجلى ذلك في استجابتهم السريعة وحرصهم على تقديم الدعم للازم و المساعدة لكل من يحتاج إليهم دون تمييز إثني أو عرقي أو ديني .
تُظهر جهودهم من خلال روح التضحية والإيثار التي يتمتعون بها ، فنجدهم يعملون بلا كلل أو ملل في ظروف صعبة و معقدة ، مدفوعين برغبتهم من أجل إحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين ، إنهم شباب معطاء و يتمتعون بروح الشجاعة و العطاء بصورة غير محدودة ، تُبرز عظمة هؤلاء الشباب وقدرتهم على مواجهة التحديات بجدارة ، هؤلاء الشباب هم أمل المستقبل وقادة العمل الإنساني في المنطقة .
ظل الهلال الأحمر المصري في خط الإنسانية الأول في حرب غزة ، فقدم جهوداً كبيرة لمواجهة الأزمة الإنسانية بسبب الحرب الإسرائيلية ، حيث نالوا تقدير المنظمات المحلية والدولية ، بما في ذلك الأمم المتحدة ، و نحن ثمن دور مصر في تقديم المساعدات الإنسانية و الطبية ، و يشكل المتطوعون عنصراً أساسياً في نجاح هذه العمليات الإنسانية ، إنهم شباب صدقوا فيما وعدوا به و استطاعوا أن يعكسوا روح التضامن والتعاون في الأوقات العصيبة .
نرفع القبعات احتراماً وتقديراً لقادة الهلال الأحمر المصري و للشباب المتطوعين الذين يعملون ليلاً و نهاراً بلا كلل أو ملل في سبيل تقديم الدعم اللازم للمحتاجين في أوقات الأزمات ، فجهود القائمن على أمر هذه المؤسسة الإنسانية تتجاوز مجرد تقديم المساعدات ، فهم يشكلون جسراً للتواصل الإنساني في ظل الظروف الصعبة ، مما يساهم في تخفيف معاناة الأسر المتضررة .
و نجد أن إلتزامهم العميق وإخلاصهم في العمل يعكسان القيم النبيلة التي يتمتع بها المجتمع المصري ، ويبرزون أهمية التعاون والتضامن في الأوقات الحرجة. بفضل جهودهم الضخمة يتمكن الكثيرون من الحصول على المساعدات الطبية والغذائية ، مما يساهم في إحياء الأمل في قلوب المحتاجين .
تستحق هذه الجهود الجبارة و الملهمة الثناء والاعتراف بها ، فهي تجسد روح الإنسانية الحقيقية ، وتؤكد أن قدرة المجتمع المصري على مواجهة التحديات أكبر بكثير من المتوقع ، و لهذا وجب علينا أن نقول (تحيا مصر) ، حكومةً و شعباً .
و الله من وراء القصد