أمل أبو القاسم
حتى قبيل أيام كان الحديث يتردد بشأن إستئناف المفاوضات أو المضي فيها بشروط، ثم تصريح آخر بأن لا مفاوضات.. الخ من (سيرة التفاوض). صحيح انه كثيراً ما يأتى ممجوج، ومتناقض ما بين الرفض والقبول واحيانا في مناسبة واحدة، واحايين في بيان واحد وهكذا، إلا إنها بالأخير تشي بالقبول حتى وان جاء مبطنا وممجونا.
ثم ونحن نستمع لكل هذا حتى يوم ان تعرض السيد القائد العام للجيش رئيس مجلس السيادة لمحاولة اغتيال أو اي من انواع الاستهداف، بيد انه وقبل ان تجف تحليلات نقاش أمر التفاوض ونفضه عبر عصف ذهنى خلال الميديا وإذا بمساعد القائد العام عضو السيادى الفريق “ياسر العطا” وعلى نحو مفاجئ يصرح بأن ثمة حلف (استراتيجى) إقليمى بالداخل والخارج، مردوفا بدخول أسلحة متطورة ستنهى المعركة وتقضى على الجنجويد وذلك خلال مقابلة يبثها التلفزيون القومى.
حسنا.. إن كان ذلك كذلك فهذا منتهى أمل الشعب السودانى الذي انتظره منذ عام وقرابة النصف من العام الثانى، وان يتحقق هكذا وبصورة نهائية يقطع الطريق على كثير من الأمور ويذيب التحديات، ويرفع عنا حرج تفاوض ربما جاء منقوصا أو خصما على تطلعات الشعب، وربما حديثه يشير إلى روسيا وبعض الدول العظمى في ظل التنافس حول السودان وتقديم المتنافسين لعروض مغرية ضمن التمتع ببعض موارد السودان أو فلنقل ضمن المصالح المشتركة ان جاز التعبير.
لكن جل ما نخشاه ان يكون هذا الحديث محض تهديد أو سياسة كسياستهم في لي الذراع أو كى ما يقدموا تنازلات رغم انهم فعليا قدموها حسبما استنبط من حديث المبعوث الامريكى في مؤتمر صحفي الجمعة باوغندا، بأن الدعم السريع اعلنت قبولها شروط الجيش المسبقة، فضلا عن تماهى الولايات المتحدة مع رغبة الجيش في استئناف منبر جدة وحده لا غيره وانهم مع تحفظاتهم ان سلمت النية طبعا وصح القول.
ولا ندري ان كانت تصريحات العطا تمثل القيادة العامة والحكومة أم هو تصريح منفرد ليقطع به الطريق إلى السلام؟! سيما انه _ اي العطا_ عرف بمواقف متشددة تجاه التفاوض وتصديه لمهاجمة الإمارات التى ابدت لطفا ومدت يدها ولا ندري ان كان ذلك خبثا ينطوى على نوايا ام صحيح.
على العموم تصريحات العطا تقطع الطريق أمام مباحثات السلام التى تنشط فيها دول جارة بينها مخلصون ومحور اقليمى من خلال العديد من المبادرات، والزيارات التى تصب جميعا نحو السلام وغير ذلك. الآن ان صح ما قال به فهذا أمر جيد جدا ومطلوب، اما ان لم يحدث ويتنزل واقع فقد اوقعوا انفسهم فى موقف لا يحسدون عليه، وسيصبح قبيحا أمام الشعب السودانى _ اي موقفهم_ وأمام المجتمع الدولى، ويصبحوا بذا كمن (لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) مقتبس من الحديث الشريف.