أمل ابو القاسمأمل ابو القاسم

أمل أبو القاسم

ينظر العالم والمجتمع المحلي لما يجري في جدة الآن عقب إرسال القيادة السودانية لوفد حكومى إلى جدة للتشاور حول دعوة سويسرا عقب تقديم الدعوة للجيش السودانى لمفاوضات مع الدعم السريع ، ويترقب ما ستسفر عنه هذه المباحثات المفضية إلى جنيف ان تم التوافق على شروط قديمة متجددة وضعها الجيش أمام وفد التشاور مع أمريكا بجدة.
وهي شروط حسبما أوردها موقع ( الساعة) لا تنفصل عن سابقتها بحيث لا يخرج التفويض الممنوح لوفد التفاوض عن أمرين تمثلا في كيفية المضي قدما في تنفيذ مخرجات إعلان جدة الموقع في 11 مايو 2023 م مع ضرورة التقيد بوضع الآليات المناسبة لتنفيذه، فضلا عدم قبول الحكومة لأى دول أخرى بصفة مراقب عدا الدول الداعية للإتفاق.

الشرطان أعلاه ظلا حجر عثرة المضي في منبر جدة لأكثر من عام دون ان تتحرك أي جهة او اي من الرعاة في إزاحته بإقناع المليشيا تنفيذه رغم انه أمر هين، وحق مكفول، ومطلب شعبي، ولو كانت هذه الجهات جادة في الأمر لعملت على تسويته وتليين وتحييد اطراف الدعم السريع في قبوله سيما ان الجيش من وقتها وإلى الآن ولاحقا يتمسك به.

الآن الكرة في ملعب الولايات المتحدة التى بادرت مجددا باستئناف تفاوض، وحيث انه طرحت من نفسها انه استكمال أو يبنى على منبر جدة إذن عليها خلال هذه الجولة الأولى من المرحلة الثانية وعبر التشاور بجدة ان تقطع أو تبدى حسن النية في العمل على تنفيذ شرطى الجيش واعتقد ان الثانى أمره هين ولن تقدم جهة على لي ذراع الجيش كيما يقبل بأطراف مراقبة، وعليه فالتجتهد في الأول حتى يتم الانتقال إلى جنيف وإلا فإن هذه هي الفرصة الأخيرة لهكذا لقاءات لجهة التمسك ابدا بالشروط المطروحة.

وعلى أمريكا ان تستصحب معها انه وفي الوقت الذي تجري فيه المفاوضات والتشاور حول أمر وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين جرائها تنشط المليشيا في إرتكاب فظائع وتتعمد إذلال المواطنين ونكاية فيهم والدولة تهدم مجددا ما تم ترميمه من مؤسسات خدمية تعنى بالمواطنين ودونها قصف مستشفى الولادة بام درمان والذي تم افتتاحه وسط فرحة عارمة الخميس، وإستمراء التلذذ بقتل المواطنين قصفا بالدانات كما حدث أمس وصباح السبت في كرري، واستمرار الانتهاكات والقتل والتعذيب في قرى ومدن السودان. كل ذلك أثناء والمشاورات الجارية الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات. ترى هل تتعمد المليشيا ذلك؟ اي تتلقى اوامر بذلك حتى خلال التشاور ما يعنى إضمار أمر معين ؟ أم ذلك ضمن العشوائية المعهودة في عصابات المرتزقة وان لا وال لهم أو موجه رغم التزود بالاسلحة.

على كل أي كانت الدواعى والدوافع فالجيش واعوانه من القوات المشتركة وجهاز المخابرات والمستنفرين لهم بالمرصاد، وسيذهبوا في طريق الحرب إلى نهايته ضمن حلف الشرق ولن تكون النتيجة في صالح الدعم السريع في كل الأحول وعبثا يهدر الرعاة مواردهم وزمنهم. اما وان ارادوا طريق السلام فالقيادة منفتحة بصدر رحب وكثيرا ما جددت ترحابها بكل المبادرات الداعية للسلام. فقط على رعاتها- اي المبادرات _ تسوية الطريق إليه والسير نحو جنيف.