كتبت / داليا الياس ..”لاحظتا_ليكم”
مابين زيارتي لمباني إدارة الجوازات والهجرة والجنسية الشهيرة بالعباسية لدواع إستخراج الإقامة منذ خمسة أشهر وبين زيارتي لها اليوم لنفس السبب حدثت طفرة عملية كبيرة جداً علي صعيد منافذ الخدمة ونظام الإجراءات بما يتوافق ومعدل زيادة طالبي الخدمات بشكل يومي!!زيادة في نوافذ التعامل مع الجمهور… وُضعت ضوابط تسهيلية إضافية… حدثت توسعة في أماكن الإنتظار…زيادة عدد القوة البشرية…إعتماد النداء الآلي… وهكذا!!جلست في مقعدي منذ الثالثة صباحاً في إنتظار دوري وأنا أتأمل المكان والتفاصيل والوجوه وأتساءل عن نسبة الربط المالي الشهري الذي تساهم به هذه الإدارة في وزارة المالية المصرية بعد هذا الإقبال الكثيف والذي ينبئ الإهتمام الشديد بتطوير دولاب العمل فيه عن معدل ذلك الإسهام بشكل غير مباشر!!ضباط وأفراد الشرطة المصرية علي قدر عال من الإنضباط والصرامة يؤدون عملهم بدقة وتعاون وآلية تثير بالمقابل حفيظة أبناء جلدتي الذين يتسم معظمهم بالهمجية ويفتقرون لثقافة الإلتزام بالنظام أو القانون( وبيحبوا الكلام الكتير والسؤال فقط لأجل السؤال)!!! تساءلت… كم يلزمنا من الزمن والجهد لنبلغ هذا المقام؟!… وأين نحن من هكذا إلتزام وإجتهاد وإنجاز؟!!قضيت هناك نحو ٦ ساعات… إحتاج مني الأمر لأربعة خطوات… إستلام الإستمارة والرقم…توريد الرسوم بنكياً… الفحص الأمني… التصوير!!… هكذا ببساطة…. لايهدر الوقت فيها سوي التزاحم والعدد الكبير لطالبي الخدمة الذين يمثل أبناء السودان نسبة ٩٠ ٪ منهم دون شك.طوال هذه الساعات كان يقف علي مقربة مني أحد أفراد الشرطة المصرية تجاوز عمره الخمسين عاماً… لم يطرف له جفن أو يتململ!!.. يقف مهيباً في كامل زيه الأنيق النظيف المهندم… لايتحدث إلا للضرورة ولم يتحرك للشاي أو الفطور أو بعض شأنه… وقِس علي ذلك جميع العاملين هناك….خلية من النحل رغم إستفزاز طالبي الخدمة وغباءهم المتعمد وتلكؤهم وإستهتارهم في كثير من الأحيان.أوردت لكم ملاحظاتي هذه لنقف علي جوهر الفروقات بيننا وبين الآخرين في لعلنا نستفيد من تجربة وجودنا القسري في هذه البلاد عسانا نعود منها وقد تعلمنا ماهية وأهمية إحترام النظام والتجرد من الأنانية والشعور بأهمية الوقت وإحترام بعضنا البعض والحفاظ علي المرافق العامة.ماكلمتكم….ركوب المواصلات العامة في بعض المواقف الكبري هنا (بالصف)… وهنا تعني جمهورية مصر الجارة القريبة… وليس دول العالم الأول!!(ياخ نحن بُعاد شديد…. وما حنقرب إلا نتغير في مستوي وعينا وثقافتنا)!!