بروف شادول : الأديب و الطبيب و سفير النوايا الحسنة في الصحة
✍️ د. الباقر عبد القيوم علي
بروفيسور أحمد فرح شادول ، أمين عام مجلس التخصصات الطبية ، يُعد نجماً ساطعاً ، و رمزاً بارزاً ، في مجال الطب البشري ، يشيد به الجميع لإلتزامه العميق بتطوير التعليم الطبي و الإرتقاء بمستوى الممارسين الطبيين ، بفضل جهوده الرائعة ورؤيته المستنيرة فقد ساهم بشكل كبير في تحسين جودة الرعاية الصحية ، و تدريب الأطباء في مختلف التخصصات ، فعمله المتفاني وخبرته الواسعة جعلته قدوة للكثيرين ، مما يعكس التزامه الحقيقي بتعزيز مهنة الطب وتقدمها في السودان .
تخرج من جامعة الخرطوم عام 1979 ، و قد أتم دراسته العليا في طب الأطفال بجامعة ليفربول عام 1990 ، فهو رجل يمتلك خلفية أكاديمية غنية تجسد إلتزامه العميق بمجال الطب ، و أيضاً علم الإدارة ، فهو إداري محنك ، و على الصعيد الاسري فهو أب لبنتين و ولدين ، فنجده يجمع بين حياته المهنية الناجحة واهتمامه الكبير بعائلته المتميزة .
شادول ليس فقط عالماً بارزاً في مجال مهنته التي إحترفها (طب الاطفال) ، بل هو أيضاً إنسان متعدد المواهب ، و يهوى البستنة ، و فنون الزراعة ، مما يعكس حبه للطبيعة و جمالها ، بالإضافة إلى ذلك ، فهو عازف ماهر على الآلات الوترية ، خاصة آلة العود .
أما في مجال الأدب ، فيُعتبر بروف شادول شاعراً فحلاً ، له ستة دواوين شعرية ، و تجسد قصائده عمق تجربته الإنسانية و رؤيته الفلسفية ، مما يعكس قدرته على التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة مؤثرة وجميلة ، بفضل هذا التوازن الإبداعي بين العلم و الفن ، و له أكثر من 120 أغنية يتغنى بها العديد من الفنانين و خصوصاً الشباب منهم ، و من أشهر أغانيه التي لاقت شهرة واسعة هي (سائلين عليك) للأستاذ طه سليمان ، و (شاقيني) لحسام الشيخ ، و (اتفقنا) لندى القلعة و (في حضرتك) لعاصم البنا ، و (سامع صمتك) لمحمود عبد العزيز ، و هذه الإنجازات الفنية الرائعة تعكس عمق إبداعه و تنوع اهتماماته ، مما يجعله شخصيةً بارزةً في مجالات عدة .
شادول هو مؤسس و مدير المشروع القومي لمكافحة أمراض الطفولة ، و الذي يُعد أول مشروع من نوعه في السودان و الشرق الأوسط ، بفضل رؤيته المبتكرة وإصراره ، و قد تمكن عبر مشروعه هذا من إحداث تأثير كبير في مجال الصحة العامة ، و هذا المشروع لم يقتصر على السودان فقط ، بل ساهم أيضًا في إنشاء مبادرات مماثلة في العديد من الدول ، بما في ذلك العراق ، و سوريا ، و إيران ، و مصر ، و المغرب ، و باكستان ، و أفغانستان ، و هذا بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية ، و بفضل جهوده ، ساعد المشروع في تحسين الصحة الوقائية للأطفال وإنقاذ أرواح عديدة .
إنه رجل حمل الجمال من مدينة (أرقو) شمال دنقلا بمحلية البرقيق التي تربى و عاش فيها ، و حيث تمتد أصوله من منطقة (أرقي) بريفي الدبة ، و ليس بين المنطقتين إلا فرق حركة موسيقية في الحرف الأخير ما بين الضم و الكسر بأسلوب يجمع بين الرقة والقوة ، و كذلك عاش حياته الأسرية بامدرمان ما بين حي الهاشماب و حي الفتيحاب ، فنجد أيضاً أن إسم الحيين يجتمعان في حركة السجع ، بحيث يكون هناك توافق في نهاياتها ، و هذا النوع من التنسيق ما بين (ارقو و ارقي) و (الهاشماب و الفتيحاب) يعزز الإيقاع الموسيقي في الاماكن التي عاش فيها هذا الرجل العظيم و الذي يحمل الجمال في ثناياه ، مما يضفي مزيجاً من رحيق الألق و التجانس و الجمال على أسامي الامكنة التي تشرفت بإنتمائه إليها .
البروفيسور شادول هو سفير للنوايا الحسنة في مجال الطفولة والأمومة ودرء الكوارث ، مما يعكس التزامه العميق بالقضايا الإنسانية والصحية العالمية ، بالإضافة إلى ذلك ، يُعتبر خبيراً عالمياً في هذه المجالات ، و قد قاد العديد من المبادرات التي أسهمت في تحسين الظروف الصحية للأطفال و الأمهات .
و قد تُوجت إنجازاته بترشيحه مديراً لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ، إلا أن هذا المنصب فازت به المملكة العربية السعودية ، و على الرغم من ذلك فإن هذا الرجل يلعب دوراً حيوياً في تعزيز الاستراتيجيات الصحية في هذه المنطقة و أفريقيا و آسيا ، بفضل خبرته الواسعة و رؤيته المستنيرة ، و مازال يسهم في تقديم حلول فعالة للتحديات الصحية ، مما جعله شخصية بارزة ، و مؤثرة على الصعيدين الإقليمي و الدولي ، و ختماً لا يسعني إلا أن أقول في حق هذا الإنسان الشاعر الفذ و الطبيب البارع و الإداري المحنك : حفظه الله تعالى و رعاه و سدد خطاه .
و الله من وراء القصد