متابعات: زئير الحقيقة

نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا أعده ياسر زيدان، المحاضر السابق في الجامعة الوطنية السودانية وطالب الدكتوراة في جامعة واشنطن،

قال فيه إن نهاية الحرب الحالية في السودان لا تتم بدون ممارسة الضغط على الإمارات، إذ إن مواصلة الدعم العسكري الذي تقدمه أبوظبي للمتمردين القساة من جماعة الدعم السريع، لا يعني إلا إطالة أمد الحرب.

وقال زيدان إن السودان الذي مزقته الحرب الكارثية يعاني اليوم من رد إنساني فاشل ومسيس، إذ إن الأزمة المستمرة هناك وصلت إلى مستويات كارثية، ولكنها قوبلت باستجابة دولية غير كافية.

بالإضافة إلى ذلك، ألغى مغني الراب الأمريكي ماكليمور عرضه في تشرين الأول/أكتوبر في دبي احتجاجا على الدور المدمر الذي تلعبه الإمارات في الصراع السوداني.

ويرى الكاتب أن رد المجتمع الدولي ماليا كان مثيرا للإحباط بنفس القدر، فعلى الرغم من المؤتمرات الإنسانية العديدة، لم تتم تلبية إلا جزءا ضئيلا من النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة لجمع 4.1 مليار دولار في فبراير 2024.

ويترك هذا النقص الشديد في التمويل ملايين اللاجئين والنازحين داخليا السودانيين دون دعم أساسي، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المزري بالفعل.

ويكشف التناقض الصارخ بين الوعود التي قدمت في هذه المؤتمرات والمساعدات الفعلية المقدمة عن فجوة تثير القلق بين الخطاب والفعل. ويرى الكاتب أن غياب المحاسبة لمن يرتكبون العنف ويحولون المجاعة إلى سلاح، عامل يفاقم الأزمة السودانية.

ولا تزال قوات الدعم السريع المسؤولة عن معظم الدمار تعمل وبدون عقاب على تدمير احتياطات الطعام في البلد.

ومنذ سيطرة الدعم السريع على منطقة الجزيرة التي تعتبر مركز الزراعة في السودان في كانون ديسمبر، تعاني البلاد من مجاعة سببها البشر. وقال مزارعون إن محاصيل القطن والقمح دمرت بسبب سيطرة الدعم السريع.

وبالمقابل، المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني لم يتغير فيها مستوى المحاصيل، حسب تقارير من ولاية الجزيرة. وبحسب تقارير محلية، دفعت قوات الدعم السريع المزارعين المحليين إلى حصاد المحاصيل فقط لمصادرتها ونقل المحاصيل خارج الولاية لصالحها.

وفي 26 يونيو تقدمت قوات الدعم السريع إلى سنار، مركز التجارة في جنوب- شرق البلاد في محاولة منها لتوسيع مكاسبها وسيطرتها على الأراضي .

وبعد أكثر من 14 شهرا في الحرب مع الجيش السوداني. وأجبرت هذه الخطوة أكثر من 150 ألف شخص يعيشون في الولاية على النزوح .

وفر كثير منهم من الجزيرة أثناء غزو قوات الدعم السريع في ديسمبر 2023. كما استهدفت الميليشيات المشروع الزراعي والاحتياطيات الغذائية في سنار، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام.