حالةٌ من الانهيار والإحباط، تعيشها الميليشيا المتمردة هذه الأيام، وذلك على وقع تجرعها لخسائر فادحةً في محاور مختلفة
وبدا واضحًا بأنّ التمرد قد دخل في منعطفٍ جديدٍ مرده ليس فقط الانهزام في المعارك الأخيرة، ولكن كذلك لفقدانها قياداتٍ مؤثرة خاصةً في موقعة الفاشر قبل يومين، وهو ما انعكس بشكلٍ فوريٍ على غرف وأذرع إعلام هذه القوات الإرهابية عبر منصات التواصل الاجتماعي وأبواقها الإعلامية والذين غابوا عن الظهور.
إجهاض المؤامرة
وأسفرت ملحمة حاضرة شمال دارفور البطولية التي رسمتها القوات المسلحة و”المشتركة” والمستنفرين عن مقتل (1435) متمردًا بينهم (28 ضابط خلاء).
وبحسب تقارير صحفية نقلًا عن مصادر عسكرية فقد تعرضت ميليشيا الدعم السريع إلى مجزرةٍ في المعارك التي شهدتها مدينة الفاشر يوم الخميس الماضي، حيث أفادت آخر إحصائية عن مقتل 502 فردًا، وجرح 933 آخرين ومقتل عشرة ضباط برتبة عقيد، و7 برتبة مقدم، و11 برتبة رائد، وذلك بخلاف بقية الرتب من نقيب فما دون.
وفي محور الخرطوم، تمكن سلاح الطيران من قصف سوق 24 بالحاج يوسف في شرق النيل “وهو سوقٌ للمنهوبات والوقود والسلاح لميليشيات الدعم السريع”، هذا بجانب اشتعال جبهاتٍ عديدة داخل العاصمة التي تشهد تقدمًا كبيرًا للجيش وقوات العمل الخاص.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. حسن محمد صالح ذهب إلى أنّ التمرد أقدم على خطوةٍ انتحارية وتكبد خسائر كبيرة، وذلك بعد أن حشد لها إمكانيات وقادةٍ كبار، وكان مدفوعًا من الخارج بالاستيلاء على الفاشر وإعلان حكومة للتمرد من دارفور، وذلك لإتاحة فرصة للتدخل الأجنبي وتقسيم البلاد، وهذه المؤامرة التي تقف من خلفها دولة الإمارات فشلت فشلًا ذريعًا وأُجهضت بفضل الجيش و”المشتركة” والمستنفرين وأبناء الفاشر، وبالتالي دخلت الميليشيا في حالة نفسية سيئة إثر اكتشافها لفقدانها قياداتٍ مؤثرة بالنسبة لهم مثل: عبد الرحمن “قرن شطة” وغيره من ضباط التمرد.
مبادئ الحرب
وبدا واضحًا تغلغل الخوف والهلع للميليشيا، ويُلتمس ذلك من خلال حالة الاضطراب التي رُسمت على وجوه قيادات الدعم السريع.
وفي الأسبوع الماضي، شهدت ولاية الجزيرة نشاطًا مُكثفًا للعمل الخاص أسفر عن مقتل قادة ميدانيين من ضمنهم رئيس شعبة إعلام الدعم السريع بولاية الجزيرة، وهو ما جعل المتمرد أبو عاقلة “كيكل” يظهر مرتبكا وهو يتحدث في سُرادقُ عزاء رئيس شعبة إعلامه ويحذر من مغبة التساهل مع العمل الخاص، لافتًا أنّ ذات المصير قد يحدث له.
ويذهب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد د. جمال الشهيد باتجاه أنّ الميليشيا تعيش أسوأ حالاتها وهي تواجه بهزائم متلاحقة محليًا وإقليميًا ودوليًا.
ويسترسل الشهيد مبينًا أنّ التمرد شهد خسائر كبيرة على أرض الميدان على مستوى القيادات الميدانية، بجانب المعدات والأسلحة، وهو ما رسم واقع الانهيار المعنوي في الميدان، إذ أنها أُصيبت بخيبة أملٍ بعد أن حشدت كثيرًا لمعركة الفاشر وتلقت دعمًا كبيرًا من الداعمين، وأكدت معلوماتٍ من داخل الدعم السريع اعتدائهم على قوافل الإغاثة وهو ما كشفته أيضًا منظمة أطباء بلا حدود، مما يؤكد على أنّ الإغاثة ما كانت إلّا عمليةً لدعم التمرد بالسلاح.
ويواصل محدّثي قائلًا: إنّ ذلك تزامن مع وصول مسيراتٍ تم إطلاقها بكثافة تجاه الفاشر الأسبوع الماضي، وأضاف: لكن بفضل الله تمكنت القوات المسلحة من إسقاط عدد 15 مسيرة بحالةٍ جيدة وتدمير عدد مماثل.
وتوقع الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد جمال هزائم كبيرة موعودٌ بها التمرد خلال الفترة المقبلة، وذلك من واقع المؤشرات الحالية التي تنبئ بأنّ الجيش تحول من الدفاع للهجوم، ويتزامن ذلك أيضًا مع وصول أسلحةٍ ومعداتٍ جديدة للقوات المسلحة أحدثت فارقًا كبيرًا في المعارك خلال الأيام الماضية، وهو ما يتسق مع أهمّ مبادئ الحرب وهي: أنّه في سبيل الوصول لتحقيق النصر يجب الاستعانة بسلاحٍ جديدٍ من شأنه أن يحقق المفاجأة ويخلق تفوقًا بالمعركة.
ويختتم الشهيد إفاداته داعيًا الجيش إلى أن ينفتح بشكلٍ أوسع بالمعارك مستفيدًا من حالة الانهيار التي حدثت للميليشيا نفسيًا ومعنويًا وإعلاميًا.
بدوره قال آمين أمانة الاعلام بحركة العدل والمساواة د. محمد زكريا بان القوات المسلحة والقوة المشتركة تصدت ببسالة لهجوم مليشيا الدعم السريع والحقت بها هزيمة نكراء
والان الروح المعنوية عالية لسكان المدينة التي احتفلت بالنصر لساعات طويلة
واعتبر زكريا ان الخسارة التي لحقت بالمليشيا ادخلت الرعب في نفوس المرتزقة وهم يرون الصمود الاسطوري لابطال معركة الكرامة في فاشر السلطان، وزاد : رعب المليشيا وهم يرون مقتل قيادات المليشيا على تخوم الفاشر الصامدة من علي يعقوب حتى الهالك قرن شطة الى جانب قائمة طويلة من العمد الذين باعوا ضمائرهم لصالح مشروع آل دقلو.
واضاف د. محمد زكريا بان الفاشر قدمت انموذج في البسالة والتضحية مطلوب ان نعممه على مدن السودان المختلفة وكلمة السر في تلاحم المستنفرين مع قوات الشعب المسلحة مشيرا الي ان حسم المليشيا في الفاشر بداية لحسم المعركة في اجزاء السودان المختلفة.